/ الفَائِدَةُ : (75) /

24/03/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / مفهوم : (غَيْبَة الإِمام الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه)/ إِنَّ مفهوم: (غَيْبَة الإِمام الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه) فهمته أَجيالاً من الوسط الدَّاخلي فضلاً عن غيره ولقرون واعتقدت أَنَّ معناه: النئي والاِنْكِفَاء والاِنْقِطَاع والجمود والمُتاركة؛ وعدم تحمُّل المسؤوليَّة، فهي فترة ضُعْف شؤون الأُمَّة الإِسلاميَّة، بل البشريَّة. لكنَّه: مناقض لحقيقة غيبته عجل الله تعالى فرجه ، فإِنَّ معناها: (الحضور مع إِخفاء الهويَّة) في مقابل الظُّهور، فهو عجل الله تعالى فرجه حاضر في كبد الحقيقة، ويُكابد طوال هذه القرون المُتمادية في إِدارة شؤون البشريَّة، وبمزيد اِستحكام في الإِدارة والنَّشاط والسُّلطَة والمسؤوليَّة، وبمزيد من الإِصْرَار والتَّصَلُّب في الوصول لإِنجاز الغاية والهدف الإِلهيّ. إِذَنْ: فترة الغَيْبَة ليست فترة ضعف وخمول، بل تنامي وازدياد قُوَّة. وهذا مفاد: أَوَّلاً: بيان الإِمام أَبي جعفر الباقر عليه السلام : «لا بُدَّ لصاحب هذا الأَمر من عُزْلَةٍ، ولا بُدَّ في عُزْلَتِه مِنْ قُوَّةٍ، وما بثلاثين مِنْ وحشةٍ ...»(1). ثانياً: بيان الإِمام أَبي الحسن الرِّضا عليه السلام : «... لَو خَلَت الأَرض طَرْفَة عَيْنٍ مِنْ حُجَّةٍ لَسَاخَت بأَهلها»(2). فعالمنا وأَسباب العيش في هذا الكوكب، والأَمْنُ الصِّحِّيُّ والْإِدَارِيّ والْاِقْتِصَادِيّ والْأَخْلَاَقِيّ والأُسَرِيّ وهَلُمَّ جرّاً متوقِّف على إِدارته عجل الله تعالى فرجه ، فالأُسرة مثلاً إِذا أُبِيْدَت أُبيدت مُطْلَق المجتمعات البشريَّة، وهو عجل الله تعالى فرجه: الحَافِظُ والمُرَاقِبُ والمُدَبِّرُ لشؤونها. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كتاب الغَيْبَة، الشَّيخ الطوسي: 117. (2) بصائر الدرجات، 2: 427/ح1757 ـ 7. كمال الدِّين: 204/ح15